الاثنين، 1 فبراير 2016
قصتي مع الجاثوم
كنت حينها في المرحلة الثالثة من كلية الطب.... مشغول بالدراسة طوال اليوم ... كنت مهتما جدا بصلاتي....اصليها في وقتها و غالبا مع الجماعة لكن ليس في المسجد بل في القسم الداخلي مع مجموعة خيرة من الشباب لأن الاوضاع عندنا في العراق حينها لم تكن تسمح لنا بالخروج للصلاة لأسباب لا اظن بأنها تخفى عليكم...عموما.... كنت اصوم الاثنين والخميس و احيانا اكثر من ذلك...... يعني (شاب ملتزم)
اما بطل القصة((الجاثوم)) فلم اتعرف عليه بأسمه هذا الا في ذلك الوقت.....
كنت راجعا من الكلية في ظهيرة احد ايام الشتاء... وكنت قد اكلت خارج المجمع.....فور وصولي الى الغرفة خاصتي ارتميت على السرير قليلا ثم غيرت ملابسي و التحفت البطانية لأنام قبل وصول زميلاي الصيدلانيان اللذان كانا معي في نفس الغرفة....كنت منهكا جدا....وبالمناسبة....انا متعود جدا على ان لا انام إلا و سماعة الهيدفون في اذناي((محاضرة ...نشيد....قرآن...اي شيئ) ... فوضعت السماعة في اذني و حاولت النوم.....فما إن غلبني النوم حتى احسست بأن احدهم قد قيدني...لا استطيع الحركة ولا طرفة عين...يا الهي ما هذا؟ اريد ان اصرخ فلا اقدر...اريد ا ن احرك يدي....لا استطيع....جن جنوني....وكأن سفينة قد رست فوقي فشَلَت اركاني........ثم بعد دقيقة او دقيقتين فككت نفسي و استيقظت فزعا.....مبهوتا....انظر حولي ...كل شيئ في مكانه....الغرفة نفسها والسرير نفسه....لكن قلبي كان ينبض بشدة .... استعذت بالله من الشيطان الرجيم و هممت بالرجوع الى النوم.... ((فبدأت اتذكر بأن هذه الحالة كانت تأتيني في طفولتي وحتى في فترة المراهقة ...ولكن بندرة شديدة يعني مرة كل عدة شهور....حينها كنت اظن بأنه كابوس فأعود لأنام و كأن شيئا لم يحدث....))...فأردت ان اعاود النوم فلما اغمضت عيناي اذا به يمسكني و يشل حركتي فخفت و ارتعبت جدا وهذه المرة كانت اطول...حتى ظننت بأني سأموت خنقا...فحاولت نطق الشهادتين...لكن هيهات فقد كنت مشلولا كليا , فبدأت اقرأ اية الكرسي في نفسي , وبعد دقيقتين او اكثر تخلصت, فقمت فزعا كالمجنون وانا استعيذ بالله من الشيطان, فتركت فراشي ولم أنم, بعدها عاد زملائي من الدوام فأرتحت كثيرا لما رأيتهما و استبشرت و قلت في نفسي ربما حدث ذلك لأني نمت وحدي, ونبينا صلى الله عليه و سلم نهى عن نوم المسلم لوحده قدر المستطاع, فلما جاء المساء صلينا و قلت لصديقي سأنام ساعة ثم ايقظني لأبدأ الدراسة , فوضعت رأسي لأنام ووضت السماعة في اذني اسمع سورة قرآنية و جعلت صوته عاليا في اذني و نمت, فلم اشعر إلا وانا مربوط و مشلول, يا الهي أيعقل هذا؟ أنا لا زلت اسمع السورة القرآنية و هي تُتلى بصوت الشيخ ابو بكر الشاطري, والاعجب من هذا, بأن عيناي مفتوحتان و ارى زميلاي يتضاحكان من تحت (البطانية), لكني مشلول لا استطيع ا ن احرك ولا عضلة واحدة من جسمي, اريد ان اناديهم لكني لا اقدر على الكلام, ااااه اكاد اختنق, اريد الفكاك , ثم استيقظت فجأة و الخوف يملئ قلبي , ففزعت بشدة لكني لم أُكلم زميلاي بالمسألة , بل قمت و بدأت الدراسة و حاولت ان انسى الموضوع لعلها تكون المرة الاخيرة فمن المستحيل ان يستمر, فلما كان من الليل اضطجعت و وضعت الهيدفون في أذني و نمت على تكبيرات الاذان و القران الكريم, فما ان اغمضت حتى اختنقت و ضاقت الارض علي, لا ادري ما الامر اني اسمع القران يتلى فكيف لا يكون كفيلا بطرد المسبب ايا كان, بعد قليل قمت وانا مضطرب مهووس اكاد اموت فزعا , انفاسي متسارعة و قلبي يخفق , فاستعذت بالله مرة اخرى و عدت لأنام فمسكني مرة اخرى و اخرى و اخرى , انام دقائق معدودة لأستيقظ مهلوعا مخنوقا حتى كان من الفجر فقمت و صليت و عدت لأنام فكان نفس السيناريو يتكرر, انام فترة و أُشل فترة و اخذ فترة من الوقت حتى انام, ثم جاء الصباح وكأنني لم انم , جسمي منهك و معنوياتي متهافتة , غيرت ملابسي و ذهبت للجامعة و فكري مشوش لا استطيع التركيز على أي شيئ, و للاختصار, عدت للمجمع السكني بعد انتهاء الحصص الدراسية و كنت في غاية التعب و الخمول, حاولت النوم فكان مثل الذي بالامس , استعذت بالله و قمت و لبست و انطلقت لأقرب صالة انترنت للبحث في الموضوع, فبحثت و بحثت , ووجدت تفصيلا مستفيضلا للأمر في عدة مواقع, و اتذكر بأن منتدى الرقية الشرعية كان من ضمنها , كان الامر ما بين مرض عضوي او مرض روحي, و كان علمائنا و مشايخنا من اهل السنة والجماعة قد قسموا المرض حسب اعراضه و استجابته الى الادوية الى عضوي و روحي مع ميول واضح الى كون اغلبه روحيا لما تلمسوه من واقع المرضى والتعامل معهم , فكان اسم المرض (المس الطائف) او (المس الخارجي) او ما يسمى بال(جاثوم)...و هو عبارة عن تسلط جني بشكل جزئي على الانسان دون ان يتمكن منه كليا..
فقرأت عن اسبابه واعراضه و علاجه, فاطمأننت لأنه شيئ معروف و المصابون به كثر و الاهم من ذلك بأن أئمتنا الافاضل قد بينوا لنا ماهيته و طرق العلاج, فحفظت البرنامج العلاجي والذي كان عبارة عن ادعية و اذكار و تلاوات لايات قرآنية فيها الوعد والوعيد بالاضافة الى بعض الاعشاب, فانطلقت مستبشرا فقلت الحمد لله لقد شفيت بأذن الله, فما ان عدت حتى بدأت بالاذكار والايات و حسب البرنامج العلاجي قدر المستطاع , فمرت او ليلة والامر كما هو من غير ما تحسن, فقلت صبرا فلا علاج بلا بر و مثابرة, والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا, و جاء اليوم الثاني و لا زلت لا اقدر النوم, انام لحظات و اُُخنق فأرتعش خوفا و هلعا , و مر اليوم الثالث و الرابع وو...... كنت اذهب للجامعة وانا جثة امشي , لا اعلم ماذا يقول الاستاذ, اتكلم مع اصحابي بشرود, لم انم من الليل الا ما مجموعه ساعة او ساعتين او اكثر بقليل, مستواي العلمي تدنى , و كليتي التي انا فيها تحتاج دراسة مستمرة و لعدة ساعات في اليوم, حتى بدأت اتذمر من الالتزام بالبرنامج العلاجي الذي لم يعطي ثماره بعد, وبعد مرور عدة ايام و انا على تلك الحالة الهزيلة كنت يوما راجعا من الجامعة الى المجمع وانا منزوع الارادة تقريبا , جسدي الهزيل يريد النوم لكن حين اتذكر معاناتي مع ذلك ((الجني)) الشقي أكاد ابكي,ااه كدت اذرف الدموع في وسط الشارع, ايام و ايام وانا لا استطيع ان أهنئ بنوم, دخلت غرفتي وارتميت على السرير و اجهشت بالبكاء, حينها جمعت كل قواي و اقفلت باب الغرفة و بدأت أدعو الله دعاءا لا اذكر بأني دعوت بمثله طول حياتي, و سبحان الله كانت تأتيني الكلمات بسلاسة و تتدفق بغزارة, أدعو باكيا راجيا , اللهم انت خلقت الاسباب و انت رب الاسباب , اللهم قد تقطعت الاسباب , اخذت بها جميعا فلم تنفع, فحسبي انت و حدك, اللهم ان كان هذا الذي تسلط علي جنيا فهو عبد من عبادك فخلصني و نجني منه اليوم اليوم, وان كان مرضا عضويا فاللهم انت الطبيب الشافي, وووووو..
فما ان وضعت رأسي على الوسادة حتى كان ذلك اخر عهدي بذاك الجاثوم ...ولله الحمد اولا و اخرا.
اما بطل القصة((الجاثوم)) فلم اتعرف عليه بأسمه هذا الا في ذلك الوقت.....
كنت راجعا من الكلية في ظهيرة احد ايام الشتاء... وكنت قد اكلت خارج المجمع.....فور وصولي الى الغرفة خاصتي ارتميت على السرير قليلا ثم غيرت ملابسي و التحفت البطانية لأنام قبل وصول زميلاي الصيدلانيان اللذان كانا معي في نفس الغرفة....كنت منهكا جدا....وبالمناسبة....انا متعود جدا على ان لا انام إلا و سماعة الهيدفون في اذناي((محاضرة ...نشيد....قرآن...اي شيئ) ... فوضعت السماعة في اذني و حاولت النوم.....فما إن غلبني النوم حتى احسست بأن احدهم قد قيدني...لا استطيع الحركة ولا طرفة عين...يا الهي ما هذا؟ اريد ان اصرخ فلا اقدر...اريد ا ن احرك يدي....لا استطيع....جن جنوني....وكأن سفينة قد رست فوقي فشَلَت اركاني........ثم بعد دقيقة او دقيقتين فككت نفسي و استيقظت فزعا.....مبهوتا....انظر حولي ...كل شيئ في مكانه....الغرفة نفسها والسرير نفسه....لكن قلبي كان ينبض بشدة .... استعذت بالله من الشيطان الرجيم و هممت بالرجوع الى النوم.... ((فبدأت اتذكر بأن هذه الحالة كانت تأتيني في طفولتي وحتى في فترة المراهقة ...ولكن بندرة شديدة يعني مرة كل عدة شهور....حينها كنت اظن بأنه كابوس فأعود لأنام و كأن شيئا لم يحدث....))...فأردت ان اعاود النوم فلما اغمضت عيناي اذا به يمسكني و يشل حركتي فخفت و ارتعبت جدا وهذه المرة كانت اطول...حتى ظننت بأني سأموت خنقا...فحاولت نطق الشهادتين...لكن هيهات فقد كنت مشلولا كليا , فبدأت اقرأ اية الكرسي في نفسي , وبعد دقيقتين او اكثر تخلصت, فقمت فزعا كالمجنون وانا استعيذ بالله من الشيطان, فتركت فراشي ولم أنم, بعدها عاد زملائي من الدوام فأرتحت كثيرا لما رأيتهما و استبشرت و قلت في نفسي ربما حدث ذلك لأني نمت وحدي, ونبينا صلى الله عليه و سلم نهى عن نوم المسلم لوحده قدر المستطاع, فلما جاء المساء صلينا و قلت لصديقي سأنام ساعة ثم ايقظني لأبدأ الدراسة , فوضعت رأسي لأنام ووضت السماعة في اذني اسمع سورة قرآنية و جعلت صوته عاليا في اذني و نمت, فلم اشعر إلا وانا مربوط و مشلول, يا الهي أيعقل هذا؟ أنا لا زلت اسمع السورة القرآنية و هي تُتلى بصوت الشيخ ابو بكر الشاطري, والاعجب من هذا, بأن عيناي مفتوحتان و ارى زميلاي يتضاحكان من تحت (البطانية), لكني مشلول لا استطيع ا ن احرك ولا عضلة واحدة من جسمي, اريد ان اناديهم لكني لا اقدر على الكلام, ااااه اكاد اختنق, اريد الفكاك , ثم استيقظت فجأة و الخوف يملئ قلبي , ففزعت بشدة لكني لم أُكلم زميلاي بالمسألة , بل قمت و بدأت الدراسة و حاولت ان انسى الموضوع لعلها تكون المرة الاخيرة فمن المستحيل ان يستمر, فلما كان من الليل اضطجعت و وضعت الهيدفون في أذني و نمت على تكبيرات الاذان و القران الكريم, فما ان اغمضت حتى اختنقت و ضاقت الارض علي, لا ادري ما الامر اني اسمع القران يتلى فكيف لا يكون كفيلا بطرد المسبب ايا كان, بعد قليل قمت وانا مضطرب مهووس اكاد اموت فزعا , انفاسي متسارعة و قلبي يخفق , فاستعذت بالله مرة اخرى و عدت لأنام فمسكني مرة اخرى و اخرى و اخرى , انام دقائق معدودة لأستيقظ مهلوعا مخنوقا حتى كان من الفجر فقمت و صليت و عدت لأنام فكان نفس السيناريو يتكرر, انام فترة و أُشل فترة و اخذ فترة من الوقت حتى انام, ثم جاء الصباح وكأنني لم انم , جسمي منهك و معنوياتي متهافتة , غيرت ملابسي و ذهبت للجامعة و فكري مشوش لا استطيع التركيز على أي شيئ, و للاختصار, عدت للمجمع السكني بعد انتهاء الحصص الدراسية و كنت في غاية التعب و الخمول, حاولت النوم فكان مثل الذي بالامس , استعذت بالله و قمت و لبست و انطلقت لأقرب صالة انترنت للبحث في الموضوع, فبحثت و بحثت , ووجدت تفصيلا مستفيضلا للأمر في عدة مواقع, و اتذكر بأن منتدى الرقية الشرعية كان من ضمنها , كان الامر ما بين مرض عضوي او مرض روحي, و كان علمائنا و مشايخنا من اهل السنة والجماعة قد قسموا المرض حسب اعراضه و استجابته الى الادوية الى عضوي و روحي مع ميول واضح الى كون اغلبه روحيا لما تلمسوه من واقع المرضى والتعامل معهم , فكان اسم المرض (المس الطائف) او (المس الخارجي) او ما يسمى بال(جاثوم)...و هو عبارة عن تسلط جني بشكل جزئي على الانسان دون ان يتمكن منه كليا..
فقرأت عن اسبابه واعراضه و علاجه, فاطمأننت لأنه شيئ معروف و المصابون به كثر و الاهم من ذلك بأن أئمتنا الافاضل قد بينوا لنا ماهيته و طرق العلاج, فحفظت البرنامج العلاجي والذي كان عبارة عن ادعية و اذكار و تلاوات لايات قرآنية فيها الوعد والوعيد بالاضافة الى بعض الاعشاب, فانطلقت مستبشرا فقلت الحمد لله لقد شفيت بأذن الله, فما ان عدت حتى بدأت بالاذكار والايات و حسب البرنامج العلاجي قدر المستطاع , فمرت او ليلة والامر كما هو من غير ما تحسن, فقلت صبرا فلا علاج بلا بر و مثابرة, والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا, و جاء اليوم الثاني و لا زلت لا اقدر النوم, انام لحظات و اُُخنق فأرتعش خوفا و هلعا , و مر اليوم الثالث و الرابع وو...... كنت اذهب للجامعة وانا جثة امشي , لا اعلم ماذا يقول الاستاذ, اتكلم مع اصحابي بشرود, لم انم من الليل الا ما مجموعه ساعة او ساعتين او اكثر بقليل, مستواي العلمي تدنى , و كليتي التي انا فيها تحتاج دراسة مستمرة و لعدة ساعات في اليوم, حتى بدأت اتذمر من الالتزام بالبرنامج العلاجي الذي لم يعطي ثماره بعد, وبعد مرور عدة ايام و انا على تلك الحالة الهزيلة كنت يوما راجعا من الجامعة الى المجمع وانا منزوع الارادة تقريبا , جسدي الهزيل يريد النوم لكن حين اتذكر معاناتي مع ذلك ((الجني)) الشقي أكاد ابكي,ااه كدت اذرف الدموع في وسط الشارع, ايام و ايام وانا لا استطيع ان أهنئ بنوم, دخلت غرفتي وارتميت على السرير و اجهشت بالبكاء, حينها جمعت كل قواي و اقفلت باب الغرفة و بدأت أدعو الله دعاءا لا اذكر بأني دعوت بمثله طول حياتي, و سبحان الله كانت تأتيني الكلمات بسلاسة و تتدفق بغزارة, أدعو باكيا راجيا , اللهم انت خلقت الاسباب و انت رب الاسباب , اللهم قد تقطعت الاسباب , اخذت بها جميعا فلم تنفع, فحسبي انت و حدك, اللهم ان كان هذا الذي تسلط علي جنيا فهو عبد من عبادك فخلصني و نجني منه اليوم اليوم, وان كان مرضا عضويا فاللهم انت الطبيب الشافي, وووووو..
فما ان وضعت رأسي على الوسادة حتى كان ذلك اخر عهدي بذاك الجاثوم ...ولله الحمد اولا و اخرا.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق